في حضرةِ ليلٍ ملؤه غياب.. - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


في حضرةِ ليلٍ ملؤه غياب..
زهرة نيسان - 03\05\2011
حدّثني ليلي هذه المرّة لغةً أخرى تناسيت وسط اتساع رقعة الحب فيني.. أن أستعيدها بين صباحاتٍ ومساء..
كم هو نقيٌّ سكون الليل.. كم هو صادق.. كم هو مخيف!!!
لعلّه يذكّرني بالأنا التي قتلتُها على مرأى من الجميع بقناصةٍ كانت تُطلق رصاصاتها دون هدفٍ واضح.. دون هدفٍ واحد.. تقذفها ساخرةً لتُحصي في نهايةِ جريمةٍ غريبةٍ مفبركةً عدد مصابي الحرب في الحب.
أيا ليلُ!! لماذا تُعاتب لهفة شوقِِ نجومِ السماءِ في عناقِ قمرِ المساء، وأنت من فرشت روعة زهور ربيعٍ تحت أقدامِ قدرٍ، يمحى عذوبةَ كلماتِ عشقهِ في لقمةِ مطرٍ تحتَ التراب؟
أيا ليلُ!! أسبقَ لك أن أسقطْتَ قلبك دون أن تملك حق ردعهِ في كوب جليدٍ متبخّر؟!!!
أسبقَ أن لامستْ أصابعُ عقلك الدقيقةَ أزرار رحيلِ شمسِ تموزَ في عزِّ نهارٍ تعبَ من لوعةِ الحرِّ تحت جناحٍ تُظلّله أشعةٌ تتعطشُ لنورٍ يمرُّ معلّماَ فوقَ خطّها العريضِ، لتفاجئ! أنّ شلّتْ أصابعُ الرحلةِ وتكسّرت عند عتبةِ نسيان؟
أيا ليلُ.. جرّب مرّة أن ترتشف حزن عينيّ حين تتراقص فوق أهدابي صورة قمري يبعد ويبعد بعدما لامس أطرافي نوره الممتدّ فوق سحابةٍ تمطر الحزن فوق حذائي القديم..
أيا ليلُ.. سامح تواضعي إن استغلّ استحضار عمق غياب النور فيك.. ففرش أمامك أوراقي السريّة.. ومارس جنونه فوق فراشٍ شوّهته فكرة اغترابٍ مميت، ودنّس رحيلُ عطرِ شمعةٍ ممزوجةٍ بحبات البنّ عتمته البريئة.. فأخذ يرقص فوق ندى أحلامك الحميمة، ويدوس قلبا زاده ألمُ القمعِ نقمةً في اتجاه الرحيل..
أيا ليلُ.. قل للذين مثلي.. لا جدوى من استسقاء مطرِ في غيم بخيل..
أيا ليلُ.. أكنتَ تصغي إليّ؟
أم أنك تمارس وجه الغيابِ كما يفعل قمري.. في ليلةٍ يملؤها جمال وجههِ البريء تحت غطاءٍ ينقصهُ فراءٌ ثمين..